في إطار تنفيذ خطة عمله لسنة 2015 وتعزيز التعاون بينه وبين المؤسسات والمعاهد الوطنية بدولة المقر الجزائر، قام المعهد العربي للثقافة العمالية وبحوث العمل بالجزائر بتنظيم دورة تدريبية خاصة بتكوين الكوادر النقابية التابعة  للاتحاد العام للعمال الجزائريين وذلك خلال الفترة من 22 إلى 26 مارس 2015 بالمعهد الوطني للبحوث والدراسات النقابية بالعاشور بالجزائر العاصمة.

وجاء موضوع الدورة حول" الحماية الاجتماعية والوقاية الصحية والأمن في الأوساط المهنية" وذلك تلبية لحاجة المكونين في هذا المجال من أجل إثراء خبرتهم والتعرف على أحدث مستجدات الحماية الاجتماعية وسبل تطويرها وتوفير الأمن للعامل داخل المؤسسة. وقد شارك في الدورة (16) كادرا نقابيا حضروا من مختلف مناطق الوطن وممثلين عن عدة قطاعات الوظيف العمومي.

تكمن أهمية هذه الدورة التدريبية في التوصل لإنجاز دليل خاص بالمكونين النقابيين في مجال الوقاية الصحية والأمن وطب العمل لقطاع الوظيف العمومي والتابعين للاتحاد العام للعمال الجزائريين ويكون بمثابة مرجع لهم خلال أداء مهامهم التكوينية والنقابية داخل المؤسسة أو خارجها.

تم تنظيم أشغال الدورة على مدار خمسة أيام قدّمت خلالها ستة (06) محاضرات تناولت المحاور التالية:

1-تاريخ وتطور أنظمة الحماية الاجتماعية في الجزائر

2-التشريعات الدولية والوطنية حول الحماية الاجتماعية

3-خصائص وآليات الضمان الاجتماعي في الجزائر

4-النقابة والضمان الاجتماعي : دور وتحديات

5-الوقاية الصحية والأمن في أماكن العمل والأخطار المهنية

6-المعايير الدولية والتشريعات الوطنية حول الوقاية الصحية والأمن في أماكن العمل.

ومن خلال هذه المحاضرات تم التطرق إلى مفهوم الصحة والأمن في أماكن العمل والتعرف على الأنظمة والآليات المتبعة لحماية العامل من الأخطار المهنية وأهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث إصابات أو أمراض في الأوساط المهنية وكيفية الحد منها. وقد كانت المناقشات جد مهمة حيث أثرت مداخلات المشاركون المواضيع المقترحة عن طريق عرضهم لتجاربهم داخل المؤسسات وعيّنات من الحالات التي سجلت أمراضا مهنية أو إصابات عمل واستعصى حلها وراح ضحيتها العامل المعني وذلك نظرا لجهله بالقوانين التي تحميه ونقص تكوينه في مجال الحماية الاجتماعية والوقاية الصحية. كما تطرق المشاركون إلى أهم المشاكل والعراقيل التي تواجه تطبيق النصوص التشريعية للحماية الاجتماعية وآليات تفعيلها في مختلف قطاعات الوظيف العمومي وأشاروا إلى ضرورة القيام بمسح ميداني لإحصاء هذه العراقيل في كل قطاع يقوم به مفتش العمل على مستوى كل ولاية ويقدمه للجهات المعنية و يقوم بعدها بمتابعة مدى تطبيقها للتشريعات الخاصة بالصحة والسلامة المهنية. ونوه المشاركون أيضا بإمكانية اللجوء إلى المفاوضات الجماعية على مستوى لجان الصحة والسلامة المهنية لحلها، وأشاروا في الأخير إلى دور الاعلام في نشر الثقافة والوعي العمالي في المجتمع.

وفي ختام أشغال الدورة تقدم الأمين الوطني للاتحاد العام للعمال الجزائريين            السيد/ الهاشمي بلموهوب بالشكر الجزيل لجميع المشاركين لحضورهم وإثرائهم للدورة بتجاربهم من جهة ،وأشاد من جهة أخرى بجهود منظمة العمل العربية وحرصها الدائم من خلال معهدها بالجزائر على  الرفع من المشاركة العمالية .

واختتمت الدورة بكلمة شكر وجهها المشاركون لمعهد الجزائر لإشرافه على تنظيم هذه الدورة مع التأكيد على ضرورة تنظيم دورات أخرى مماثلة، ومن جهته أعرب معهد الجزائر عن التزامه بإدراج نشاطات مماثلة في خطط عمله المستقبلية خدمة للقضايا العمالية والعمل على المستوى الوطني والعربي.